اليوم محكمة
----------------
أنا لستُ قدّيسًا
لأمنحكمْ صُكوكَ تسامحي
والذّنبُ أبلى دفترَ الحرمانِ
أنا لستُ إلّا بعضَ جوعٍ
في الطّريقِ تقلّصتْ أمعاءُ صبري
قدْ كفرتُ بحبّكمْ
لا حبَّ ينموُ في
ثرى الحرمانِ
كمْ كانَ بردُ الليلِ ينتهكُ المساءَ
إذا أطلَّ بوجهِ كانونِ الغليظِ
يُضيعُ صوتَ الدّفءِ
في ألحاني
قدْ كنتُ في أقصى الضّياعِ
ولمْ أزلْ ..
عبرتْ ببابي في الضّحى
كلُّ القوافلِ ... كلَّ يومٍ
قدْ بكتْ عيرُ القوافلِ
ما الذي منعَ البُكا
في مقلةِ الإنسانِ؟
هذي الحصى فوقَ الطّريقِ
كتابُ شعرٍ في رثاءِ النّبضِ
في قلبِ الطّفولةِ منذُ أولِ طعنةٍ
صرخَ الفؤادُ ... صرختُ لكنْ
عادَ رجعُ الصّوتِ بالخذلانِ
وحدي ونزفي والحصى
كنّا هناكَ وليلنا
كنّا نقصُّ الحزنَ للجدرانِ
أنا لستُ شيطانًا
ولكنْ غربةُ الطّفلِ الممزّقِ
في حروفِ قصيدتي
كسرتْ قيودَ الصّمتِ
حولَ لساني
أنا لستُ طوفانًا
ولكنْ ثورةُ الأمواجِ في البحرِ
الذي ملَّ المراكبَ فوقَهُ
هدمتْ سدودَ الخوفِ
في شطآني
اليومَ ناديتُ القبائلَ كلّها
كلَّ الذينَ رأيتهمْ
بينَ الأزقّةِ في الشّتاءِ ..
وأنْ هلُمّوا إخوةَ النّسيانِ
وجمعتُ حوليَ
كلَّ أجزائي التي
قدْ حُطّمتْ تحتَ المطارقِ
منذُ آلافِ الدّموعِ
وقبضةِ الأحزانِ
صرنا أنا ..
وجميعنا ثغرٌ تأبّطَ حقّهُ
صرنا أنا ، وأنا الذي
قدْ عُدتُ منْ كلِّ المنافي،
اليومَ يومي واكتمالي في غدي
بدري سيرسمُ ضحكةَ الأكوانِ
واليومَ محكمة
وأمسي شاهدي
والوقتُ قاضٍ بيننا
والعدلُ قرّرَ أنّهُ
سيكونُ سيفًا في
يدِ السُّلطانِ
بقلم: م. رفعت زيتون
القدس